Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.
تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

لقاء وحدة الخريجين مع الدكتورة زينب أبو طالب

لقاء وحدة الخريجين مع أ.د. زينب أبو طالب

يشرفنا في وحدة الخريجين بكلية الطب في جامعة الملك سعود أن يكون لقاءنا الأول مع خريجة متميزة من الدفعة الأولى في الكلية ، وممن لهم بصمة واضحة وإنجازات يفخر بها الوطن في مجال الطب والأبحاث ، كما أن لديها دور بازر في تمثيل المرأة السعودية في الداخل والخارج من خلالها التفاعل النشط مع الإعلام العربي والأجنبي، كما أنها عوضاً عن خدمتها للمجتمع من خلال ممارسة مهنة الطب في تخصص أمراض النساء والولادة وعلاج العقم وأطفال الأنابيب ، فهي كذلك تدافع عن حقوق المرأة من خلال حضورها المتميز في مجلس الشورى السعودي.  

ضيفنا اليوم الأستاذة الدكتورة زينب أبو طالب أستاذ واستشاري أمراض نساء وولادة وعقم في مستشفى الملك خالد الجامعي وعضو الشورى السعودي.

نرحب فيكم ونشكركم لقبول دعوتنا للقاءنا معكم الذي نتمنى أن يكون خفيفاً  لطيفاً عليكم

  • بوصفكم من الدفعة الأولى من خريجات كلية الطب في جامعة الملك سعود.. كيف أخذتم القرار بالالتحاق في كلية الطب ، وهل واجهتكم أية عراقيل اجتماعية قبل أو أثناء الدراسة وكيف تغلبتم عليها؟

الجواب: واجهت المرأة السعودية تحدياً واضحاً في مجال التعليم. وكان لرؤية الدولة والقناعة بأن المرأة جزء من العملية التعليمية والتنمية، أن تتوجه المملكة لتبني مشروع تعليم المرأة والبدء في تهيئة المجتمع لهذه المرحلة. في الوقت الذي درست المرحلة الابتدائية لم يكن هناك مدرسة متوسطة ولا ثانوية في مكة المكرمة. وكل مرحلة نتجاوزها نجد أن الدولة قد أعدت مدرسة متوسطة ثم ثانوية. طبعاً لم يكن هناك كليات طب للنساء في المملكة آنذاك. وكانت المفاجأة فور تخرجنا من الثانويه تم قبول أول دفعة طالبات لكلية الطب في جامعة الملك سعود. وكنت من المقبولات في هذه الدفعة، ودشنت المملكة مرحلة جديدة في تعليم المرأة ، وكان ذلك برعاية الملك خالد رحمه الله والملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله ـ أمير الرياض آنذاك.

كان المجتمع متردداً في قبول دخول المرأة مجال الطب ، خوفا على أخلاق المرأة ، وقدرتها في الحفاظ على قيمها ودينها أمام هذ التحدي الجديد. ومازال هذا الشعور قائماً حتى اليوم. أثبتت طالبات الطب أن المرأة السعودية قادرة على تحقيق المكاسب العلمية بأعلى درجاتها ، والحفاظ على قيم المجتمع وسمته ودينه. تسطيع المرأة السعودية اليوم أن تثبت جدارتها في المجالات الأخرى التي تتاح لها كل يوم مع الحفاظ على قيمها الوطنية الأصيلة ، وحبها لدينها وقيم مجتمعها الرفيعة.

  • ماهي الذكريات التي تحبون أن تشاركوا بها القارئ  من سنوات الدراسة في كلية الطب؟

الجواب: كانت بداية تعليم المرأة في مجال الطب مليئة بالصعوبات فالمنهج كاملا باللغة الإنجليزية (في وقت لم تكن اللغة الإنجليزية لها عناية كما هي اليوم). هذا تطلب الانتقال من فكرة 8 ساعات دراسة يومية إلى حوالي 16 ساعة يومياً. مما يعني تقلص العلاقات الاجتماعية والرفاهية التي تتمتع بها بعض نساءنا اليوم. لكن ثمرة ذلك هي جودة عالية في مخرجات العملية التعليمية أمام التحديات التي تعرضت لها المرأة آنذاك

كان تشريفنا بأن نكون أول خريجات طب في المملكة تدشين لعمل المرأة السعودية في مجال الطب في كافة التخصصات والتفوق محلياً وعالمياً بفضل الله ثم الرعاية الكريمة التي أولتها الدولة لهذا القطاع.

  • كيف ساهم كونكم من خريجات كلية الطب في جامعة الملك سعود في تسهيل حصولكم على الوظيفة؟

الجواب: بعد التخرج مباشرة ـ بعض الخريجات هجرن الطب لصعوبة نظام العمل في المستشفيات. لكن الأمر لم يكن صعباً بعد التخرج بالنسبة لي، فقد تعينت كأول معيدة من النساء في كلية الطب مع بعض زميلات الدراسة آنذاك، وبدأنا مرحلة جديدة ومتقدمة في طلب العلم أثمرت بمئات الاستشاريات السعوديات في كافة التخصصات الطبية والمساندة والتمريض واللاتي ضربن مثالاً رائعاً في العلم والأخلاق الإسلامية الحميدة.

  • سيرتكم الذاتية حافلة بالإنجازات المشرفة والتي خدمتم بها الوطن والإنسانية بشكل عام في مجال الطب وكذلك حقوق المرأة من خلال عملكم في مجلس الشورى فهل تحدثينا دكتورة زينب عن أقرب تلك الانجازات لنفسك وأصعبها كذلك؟

الجواب: المملكة رجال ونساء مجتمع يملك الكثير من المعرفة والقيم التي يمكن أن يساهم بها مع المجتمع الإنساني. لكن الصورة المشوشة عن المرأة السعودية خارج الحدود قوية وسلبية لدرجة كبيرة. مما يتطلب منا جميعاً أن نقدم الصورة الصادقة والأمينة عن المرأة السعودية. فهي أم ناجحة بكل المعايير يشهد بذلك أمهاتنا وكفاحهن لكي نصل إلى ما وصلنا إليه اليوم من مكانه. وهي تمثل 50% من القوة العاملة في المملكة ونالت حقوق المساواة في الأجور في وقت مازالت المرأة في أمريكا وأوروبا تطالب بهذه المساواة. وهذه شهادة للقيادة الحكيمة ولولاة الأمر وعنايتهم بالمرأة في سياسات وخطط التنمية. وقد أكد لي هذه الحقيقة أثناء لقائي مع عدد من عضوات البرلمان البريطاني والأوروبي وعضوات في الكونجرس الأمريكي بأن المرأة الغربية لم تنل نصيبها من المساواة في الأجور وساعات العمل حتى اليوم. طبعاً مواجهة الإعلام الغربي والمشاركة الإعلامية مكنتنا من نقل وجهة نظر المملكة للعالم الخارجي بكفاءة بفضل الله.

  • قمتم بتأسيس وحدة علاج العقم والإنجاب في مستشفى الملك خالد الجامعي هل تحدثينا عن هذا الانجاز العظيم وما الذي دعاكم لهذا ، وكيف حققتم ما تريدون؟

الجواب: وضع مواصفات وأنشاء وحدة الاخصاب من القضايا الدقيقة وتتطلب معرفة كبيرة بهذا المجال ومتطلباته. كان لعملي في بريطانيا في مستشفى ليستر الملكي وفي أفضل مستشفى متخصص عالمياً في الاخصاب وعلاج العقم وطفل الانابيب في لندن، دور كبير في إدراك متطلبات هذا المجال ، مختبراته ، غرف عملياته ، خطوات العلاج للمريض ، والمخاطر المصاحبة لها. وكان لتعاون الكلية ومستشفى الملك خالد الجامعي فضل كبير في إنشاء وحدة علاج العقم و طفل الأنابيب.

  • كونكم من خريجات الدفعة الأولى من كلية الطب في جامعة الملك سعود  وشغلتم مناصب ادراية مختلفة  خلال  السنوات.الماضيه  هل يمكن أن تشرحي لنا الاختلافات والتطورات التي شهدتها الكلية سواءً  من الناحية الأكاديمية-الإكلينيكية أو البحثية أو الإدارية؟

الجواب: للجامعة وكلية الطب فضل عليَ وعلى كثير من الزملاء في بناء خبراتنا المعرفية والإدارية والاجرائية، من خلال رئاسة اللجان والعمل الإداري وفرق العمل، فقد ساهمت في تطوير النظم التعليمية ومناهج التدريس في مجال الطب. وساهمت في تطوير عدد من البرامج الصحية في عدد من مؤسسات التعليم الطبي، وشاركت الهيئة السعودية للتخصصات الصحية ولجانها وفي برامج تدريب الأطباء ولجان الاعتراف بالمستشفيات للتدريب والزمالات الطبية، وتطوير المنظومة الصحية في المملكة وترأس وعضوية العديد من اللجان. كما ساهمت في تقييم واعتماد عدد من مستشفيات التدريب الطبي والبرامج الطبية في المملكة وفق المعايير الدولية التي أقرتها الهيئة السعودية للتخصصات الصحية.

  • الدكتورة زينب أبوطالب.. كخريجة متميزة في كلية الطب بتاريخ حافل بالانجازات المشرفة كيف ترى دور وحدة الخريجين في خدمة الكلية والجامعة بشكل عام؟

الجواب:  وحدة الخريجين هي من أهم عناصر النجاح في الجامعات العريقة. وهي مصدر للتواصل والفخر للجامعات بمخرجات التعليم لديها. وعليها تقع مسؤلية الوصل بين طرفي المعادلة لاستثمار خبرات من تخرج منها وتميز في الحياة العملية في القاء المحاضرات والمشاركة بخبراتهم الميدانية في دعم العملية التعليمية. لذا أوصى بأن تحرص كلية الطب على دعم نجاحها بتعزيز دور وحد الخريجين.

  • بعد تلك الخبرات الثرية سواء في الطب والأبحاث أو مجالات الإدارة المتنوعة أو مجلس الشورى ماهي النصيحة التي تقدمها الدكتورة زينب  لمن لديه طموح الانجاز والتميز؟

الجواب: إذا جعلت الله حاضرا في حياتك وحرصت على أن تتقن عملك. وأخلصت في أداء عملك وحرصت على من هم دونك وقضاء حاجات الضعفاء والمساكين، فقد سلكت طريق النجاح.

  • إن سمحت لكم الفرصة بتجربة مرحلة معينة مرة أخرى أو دور وظيفي محدد للمرة الثانية فماذا ستغيرون هذه المرة؟

الجواب: إن سمحت لي الفرصة بالعودة الى تجربة مرحلة سابقة، لتمنيت أن أعود طالبة مرة أخرى الى كرسي التعليم لكي استمتع بكل يوم جلست فيه على مقاعد الدراسة وأستزيد من حقول المعرفة مرة أخرى.

 

تاريخ آخر تحديث : يناير 12, 2023 3:19ص